الأحد، 31 يناير 2021

كيف يتعلم الطلاب وهم جياع !!؟؟

 


حين تضعُ أم أو يضعُ أبٌ لقمةً في فم طفلهما فإن الطعام يكون حناناً, وحين تُولم أسرة احتفالاً ببلوغ ابن أو ابنة لها مبلغ الرجال أو النساء يكون الطعام  لمة واجتماعاً, وحين يضجُ الفتية والفتيات بالضحك والصياح وهم يتبادلون المأكولات الطيبة حين خروجهم من المدرسة  فإن الطعام يكون فرحاً.. هذا ما جاء في تقرير اليونيسف للعام 2019 عن الأطفال والغذاء.. وإني والله لا أستطيع تعريف ووصف الشعور حين يخرج الفتية والفتيات من مدارسهم ولم يستطيعوا الحصول على قطعة خبز على مدار اليوم.

عندما أراقب تلك الأخبار والتطورات المتراجعة إلى الخلف تنتابني وتجتاح عقلي عدة تساؤلات .. أبرزها وأكثرها,, أسفاً كيف يتعلم الطلاب وهم جياع ؟؟ إنها ليست أزمة خبز وليست أزمة اقتصادية فقط ؟؟ بل أزمة لها انعكاسات بعيدة الأمد.. ما الذي أتوقعه من طالب يذهب الى المدرسة صباحاً بعد المعافرة مع وسائل المواصلات وقد أنهكه التعب.. ثم يخرج لوقت الإفطار فلا يجد ما يأكله؟؟ ما الذي أتوقعه وأنتظره من معلم يقضي أغلب يومه في البحث عن أدوية تكاد تكون منعدمة لوالده المسن؟ وجُل تفكيره ينحصر في كيفية الوصول الى عمله والمغادرة منه؟؟ كيف يمكن ليوم دراسي مثل هذا أن يكون مثمر؟؟ ولا وجود بداخل تلك الفصول لغير أذهان شاردة وأجساد منهكة تصبب عرقاً من إنقطاعات التيار الكهربائي المتكرر.

هذه الازمات الاقتصادية المتمثلة في صعوبة وانعدام الخبز وعدم توفر وسائل النقل تأثرتأثيراً كبيراً على الطلاب والمعلمين على حد سواء, فقد تتراوح هذه التأثيرات على طلاب المدارس من حيث ضعف الإدراك والاستعداد والأداء المدرسي الى ضعف نموهم المعرفي  واذا تجاوزنا التأثيرات اللحظية لا نستطيع أبدا تجاوز انعكاساتها على المدى البعيد والمتمثلة في ضعف امكانيات كسب لقمة العيش والانتاجية المستقبلية, مما قد ينذر بجيل ضائع يوسع من حلقة فقرٍ تدوم لأجيال عديدة.

يحتاج الوضع الاقتصادي عموماً والعملية التعليمية على وجه الخصوص للعديد  من الحلول العاجلة  لتوفير الاحتياجات الأساسية بأسرع وقت, فتلاميذ ناجحين ومبدعين يؤدي إلى مواطنين فاعلين ومؤثرين, ويستحق أن يحظى جميع الطلاب بأفضل بداية في حياتهم من أجل مستقبل لهم وللأمة جمعاء.

بقلم مناهل محمد أحمد

هكذا تجعل الخوف.. الداعم الأول لك!!

    نواجه في طريقنا ومسيرتنا الحياتية العديد من الصعوبات، وقد نقع أيضاً في فخ الضغوطات والظروف السيئة، ورغم ذلك نحاول   مواصلة الطريق باحثين...